سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ١٧٣
كان من أساطين المذهب، يضرب بذكائه وقوة حفظه المثل، وإذا حفظ شيئا لا يكاد ينساه، وهو صاحب وجه في المذهب، له وجوه غريبة نقلها الخراسانيون، وقد نقل أن الشافعي صحح دلالة الصبي على القبلة (1).
وكان موثقا في نقله، وله خبرة بالحديث.
عاش نيفا وسبعين سنة، وكان حيا في حدود الخمسين إلى الستين وأربع مئة (2).
90 - ابن أبي الطيب * الامام العلامة، المفسر الأوحد، أبو الحسن، علي بن أبي الطيب، عبد الله بن أحمد النيسابوري.
له تفسير في ثلاثين مجلدا، وآخر في عشرة، وضعه في ثلاث مجلدات. وكان يملي ذلك من حفظه، وما خلف من الكتب سوى أربع مجلدات، إلا أنه كان آية في الحفظ، مع الورع والعبادة والتأله.
قيل: إنه حمل إلى السلطان محمود بن سبكتكين ليسمع وعظه، فلما

(١) قال الخضري: معناه أن يدل على قبلة تشاهد في الجامع، فأما في موضع الاجتهاد فلا يقبل. انظر " وفيات الأعيان " ٤ / ٢١٥، و " طبقات " السبكي ٣ / ١٠٠، ١٠١.
(٢) اضطربت المصادر التي ترجمت له في تحديد تاريخ وفاته، ففي " الأنساب " و " اللباب " أنه توفي في حدود الأربع مئة، وفي " وفيات الأعيان " و " طبقات " الأسنوي أنه توفي في عشر الثمانين وثلاث مئة، وأورده السبكي في الطبقة الثالثة فيمن توفي بين الثلاث مئة وأربع مئة، ولم يذكر سنة وفاته، وفي " الوافي " أنه توفي في عشر الستين وأربع مئة، قال محققه: الصواب: وثلاث مئة. وفي " الشذرات " يقول ابن العماد: وفيها (أي سنة ٣٧٣)، أو في التي قبلها كما جزم ابن الأهدل، أو فيما بعدها أبو عبد الله الخضري محمد بن أحمد.
* معجم الأدباء ١٣ / ٢٧٣ - ٢٧٦، الوافي خ: ١٢ / ٩١، طبقات المفسرين للسيوطي:
٢٣، طبقات المفسرين للداوودي 1 / 405.
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»