سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٤٨٢
التفسير على المنبر في سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة، ثم افتتح ختمة أخرى فمات وهو يفسر في سورة القيامة، وعاش تسعين سنة.
قال السلفي في " معجم " بغداد: قال أبو إسماعيل الأنصاري: كان يحيى بن عمار ملكا في زي عالم، كان له محب متمول يحمل إليه كل عام ألف دينار هروية، فلما مات يحيى، وجدوا له أربعين بدرة لم يفك ختمها.
وقال أبو إسماعيل: سمعت يحيى بن عمار يقول: العلوم خمسة، علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد، وعلم هو قوت الدين وهو العظة والذكر، وعلم هو دواء الدين وهو الفقه، وعلم هو داء الدين وهو أخبار ما وقع بين السلف، وعلم هو هلاك الدين وهو الكلام.
قلت: وعلم الأوائل.
وكان يحيى بن عمار من كبار المذكرين، لكن ما أقبح بالعالم الداعي إلى الله الحرص وجمع المال! وكان قد تحول من سجستان عند جور الولاة، فعظم بهراة جدا، وتغالوا فيه، وتخرج به أبو إسماعيل الأنصاري، وخلفه من بعده.
أخبرنا الحسن بن علي: أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا عبد الأول ابن عيسى، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن محمد الفقيه إملاء، أخبرنا دعلج، (ح) وبالاسناد إلى عبد الله قال: وحدثنا يحيى بن عمار إملاء، أخبرنا حامد بن محمد قالا: حدثنا أبو مسلم، حدثنا أبو عاصم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن عرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأن
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»