سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٣٩١
وله مصنفات عدة، منها " أحكام المريدين " مجلد.
وكان يقرأ القرآن والتوراة والإنجيل والزبور، ويعرف تفسيرها فيما قيل.
وسئل عن التوحيد، فقال: أن يكون رجوعك إلى نفسك ونظرك إليها أشد عليك من ضرب العنق.
قال جعفر الأبهري: كان لطاهر الجصاص ثلاث مئة تلميذ، كلهم من الأوتاد.
قال مكي بن عمر البيع: سمعت محمد بن عيسى يقول: صام طاهر أربعين يوما أربعين مرة، فآخر أربعين عملها صام على قشر الدخن، فليبسه قرع رأسه، واختلط في عقله، ولم أر أكثر مجاهدة منه.
قلت: فعل هذه الأربعينات حرام قطعا، فعقباها موت من الخور أو جنون واختلاط، أو جفاف يوجب للمرء سماع خطاب لا وجود له أبدا في الخارج، فيظن صاحبه أنه خطاب إلي (1). كلا والله.
قال شيرويه: كان طاهر يذهب مذهب أهل الملامة.
وقال ابن زيرك: حضرت مجلسا ذكر فيه الجصاص، فبعضهم نسبه إلى الزندقة، وبعضهم نسبه إلى المعرفة.
وقيل: كان ترك اللحم والخبز، فحوقق في ذلك، فقال: إذا أكلتهما، طالبتني نفسي بتقبيل أمرد مليح.

(1) أي: إلهي، فقد جاء في اللسان: الإل: الله عز وجل.. والمعنى أنه مما يوسوس له يخيل إليه أنه يسمع كلاما ويظن أن الله يخاطبه به.
(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»