سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ٢٠
الفقيه الشافعي الشاعر، صاحب الديوان المشهور.
ولي القضاء فحمد فيه، وكان صاحب فنون ويد طولى في براعة الخط.
ورد نيسابور في صباه في سنة سبع وثلاثين وسمع الحديث.
وقد أبان عن علم غزير في كتاب " الوساطة بين المتنبي وخصومه " (1)، ولي قضاء الري مدة.
قال الثعالبي (2): هو فرد الزمان، ونادرة الفلك، وإنسان حدقة العلم، وقبة (3) تاج الأدب، وفارس عسكر الشعر، يجمع خط ابن مقلة إلى نثر الجاحظ إلى نظم البحتري.
قلت: هو صاحب تيك الأبيات الفائقة:
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما (4)

(1) وقد طبع في صيدا عام 1331 ه‍ في 416 صفحة بتصحيح وشرح صاحب مجلة العرفان، وطبع أيضا في مصر بمطبعة عيسى البابي الحلبي.
(2) في " يتيمة الدهر " 4 / 3.
(3) في " اليتيمة ": و " درة ".
(4) وبعد هذا البيت قوله وهو من حر الشعر وكريمه:
أرى الناس من داناهم هان عندهم * ومن أكرمته عزة النفس أكرما وما زلت منحازا بعرضي جانبا * من الذم أعتد الصيانة مغنما إذا قيل هذا مشرب قلت قد أرى * ولكن نفس الحر تحتمل الظما وما كل برق لاح لي يستفزني * ولا كل أهل الأرض أرضاه منعما ولم أقض حق العلم إن كان كلما * بدا طمع صيرته لي سلما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي * لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة * إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم * ولو عظموه في النفوس تعظما ولكن أذلوه جهارا ودنسوا * محياه بالاطماع حتى تجهما انظر " معجم الأدباء " 14 / 17، 18، و " يتيمة الدهر " 4 / 23، و " طبقات " السبكي 3 / 460.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»