سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١٦٩
فهذه حكاية قوية، فما باله أخرج حديث الطير في " المستدرك "؟ فكأنه اختلف اجتهاده، وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: " من كنت مولاه " وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم (1) عن علي قال: إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: " إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ". وهذا أشكل الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم (2).
أنبئت عن أبي سعد الصفار: عن عبد الغافر بن إسماعيل قال:
الحاكم أبو عبد الله هو إمام أهل الحديث في عصره، العارف به حق معرفته، يقال له: الضبي، لان جد جدته هو عيسى بن عبد الرحمن الضبي، وأم عيسى هي منويه بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه، وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين في الاسلام، وقد ذكر أباه في " تاريخه "، فأغنى عن إعادته، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة.
قال: ولقي عبد الله بن محمد بن الشرقي، وأبا علي الثقفي، وأبا حامد بن بلال، ولم يسمع منهم، وسمع من أبي طاهر المحمداباذي، وأبي بكر القطان، ولم يظفر بمسموعه منهما، وتصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه، وقرأ بخراسان على قراء وقته، وتفقه

(1) رقم (78) في الايمان: باب الدليل على أن حب الأنصار وعليا من الايمان وعلاماته.
(2) وجد على هامش الأصل - تعليق على استشكال الذهبي ونصه:
قلت: لا إشكال، فالمراد: لا يحبك الحب الشرعي المعتد به عند الله تعالى، أما الحب المتضمن لتلك البلايا والمصائب، فلا عبرة به، بل هو وبال على صاحبه كما أحبت النصارى المسيح.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»