وحملوا إلى البصرة. فعاقب الله الوزير ابن مقلة (1)، وأعاد الله البربهاري إلى حشمته، وزادت، وكثر أصحابه. فبلغنا أنه اجتاز بالجانب الغربي، فعطس فشمته (2) أصحابه، فارتفعت ضجتهم، حتى سمعها الخليفة، فأخبر بالحال، فاستهولها، ثم لم تزل المبتدعة توحش قلب الراضي، حتى نودي في بغداد: لا يجتمع اثنان من أصحاب البربهاري، فاختفى، وتوفي مستترا في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة (3)، فدفن بدار أخت توزون (4) فقيل: إنه لما كفن، وعنده الخادم، صلى عليه وحده، فنظرت هي من الروشن (5)، فرأت البيت ملآن رجالا في ثياب بيض، يصلون عليه، فخافت وطلبت الخادم، فحلف أن الباب لم يفتح (6).
وقيل: إنه ترك ميراث أبيه تورعا، وكان سبعين ألفا (7).
قال ابن النجار (8): روى عنه: أبو بكر محمد بن محمد بن عثمان،