ومن عبارة الشيخ البربهاري. قال: احذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع، تعود كبارا، فالكلام في الرب عز وجل محدث وبدعة وضلالة، فلا نتكلم فيه إلا بما وصف به نفسه، ولا نقول في صفاته:
لم؟ ولا كيف؟ والقرآن كلام الله، وتنزيله ونوره ليس مخلوقا، والمراء فيه كفر (1).
قال ابن بطة (2): سمعت البربهاري يقول: المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة (3).
وسمعته يقول لما أخذ الحجاج (4): يا قوم إن كان يحتاج إلى معونة مئة ألف دينار، ومئة ألف دينار، ومئة ألف دينار - خمس مرات - عاونته. ثم قال ابن بطة: لو أرادها لحصلها من الناس.
قال أبو الحسين بن الفراء: كان للبربهاري مجاهدات ومقاومات في الدين، وكان المخالفون يغلظون (5) قلب السلطان عليه. ففي سنة إحدى وعشرين [وثلاث مئة] أرادوا حبسه، فاختفى. وأخذ كبار أصحابه،