سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٨٨
لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله لنا الحق فرجعنا، وكتابا في " الرد على ابن الراوندي "، وكتاب " القامع في الرد على الخالدي " وكتاب " أدب الجدل " وكتاب " جواب الخراسانية "، وكتاب " جواب السيرافيين "، و " جواب الجرجانيين " وكتاب " المسائل المنثورة البغدادية " وكتاب " الفنون في الرد على الملحدين " وكتاب " النوادر في دقائق الكلام " وكتاب " تفسير القرآن ". وسمي كتبا كثيرة سوى ذلك. ثم صنف بعد العمد كتبا عدة سماها ابن فورك هي في " تبيين كذب المفتري " (1).
رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي، سمعت أبا حازم العبدوي، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول: لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد، دعاني فأتيته، فقال: أشهد على أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لان الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
قلت: وبنحو هذا أدين، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر [أحدا] (2) من الأمة، ويقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " (3) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم.

(1) انظر " تبيين كذب الفتري ": 128 - 136.
(2) زيادة يقتضيها السياق.
(3) حديث صحيح أخرجه أحمد 5 / 276، و 277 و 282، والدارمي 1 / 168، وابن ماجة (277) والحاكم 1 / 130 من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " ورجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا بين سالم وثوبان، لكن أخرجه أحمد 5 / 282، والدارمي 1 / 168، وابن حبان (164) من طريق الوليد بن مسلم حدثنا ابن ثوبان، حدثني حسان بن عطية أن أبا كبشة حدثه أنه سمع ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم... وهذا سند حسن، وله طريق ثالث عند أحمد 5 / 280، وسنده قوي، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، وآخر من حديث أبي أمامة عند ابن ماجة (278) و (279) وفي سندهما ضعف، لكنهما صالحان للاستشهاد.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»