سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٥ - الصفحة ٤٢١
وجمع فأوعى، وصنف الأبواب والشيوخ، وعقد مجلس الاملاء، وكان كبير الشأن.
حدث عنه: أبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد - وهما من شيوخه - وابن عقدة، والحاكمان، وابن مندة، وابن جميع، ويحيى بن إبراهيم المزكي وغيرهم.
وكان صدوقا حسن المعرفة، من أوعية العلم، وكان في التأله صنفا آخر.
قال أبو الفتح القواس: سمعت منه، وكان يقال: إنه من الأولياء (1).
وسئل الدارقطني عنه، فقال: فاضل ثقة (2).
وقال عبد الرحمن بن أبي إسحاق المزكي: سمعت أبا بكر بن داود الزاهد، يقول: كنت بالبصرة أيام القحط. فلم آكل في أربعين يوما إلا رغيفا واحدا، كنت إذا جعت، قرأت (يس) على نية الشبع (3)، فكفاني الله الجوع.
توفي ابن داود في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة يوم الجمعة لعشر بقين منه.
أرخه الحاكم، وقال: هو شيخ عصره في التصوف، خرج عن نيسابور سنة أربع وتسعين ومئتين، وأتاها سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، وكان من المقبولين، وجمع أخبار الصوفية.

(1) " تاريخ بغداد ": 5 / 226.
(2) المصدر السابق.
(3) " تذكرة الحفاظ ": 3 / 902.
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»