سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٥٥٦
حدث عنه: الدارقطني، والقاضي أبو بكر الأبهري، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وعدة.
مولده بالبصرة في سنة ثلاث وأربعين ومئتين، وولي قضاء مدينة المنصور في سنة أربع وثمانين، وكان عديم النظير عقلا وحلما وذكاء، بحيث إن الرجل كان إذا بالغ في وصف شخص، قال: كأنه أبو عمر القاضي. ثم قلده المقتدر بالله قضاء الجانب الشرقي وعدة نواح، ثم قلده قضاء القضاة سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
حمل الناس عنه علما واسعا من الحديث والفقه، ولم ير أجل من مجلسه للحديث: البغوي عن يمينه، وابن صاعد عن شماله، وابن زياد النيسابوري وغيره بين يديه.
وكان يذكر أن جده لقنه حديثا، فحفظه. وله أربع سنين عن وهب ابن جرير، عن أبيه، عن الحسن، قال: لا بأس بالكحل للصائم (1).
قال الخطيب: هو ممن لا نظير له في الاحكام عقلا، وذكاء، واستيفاء للمعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة (2).
وقيل: كان الرجل إذا امتلأ غيظا يقول: لو أني أبو عمر القاضي ما صبرت.
استخلف ولده على قضاء الجانب الشرقي.
وقد كتب الفقه عن إسماعيل القاضي سوى قطعة من التفسير،

(1) أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " (7516) وإسناده صحيح، وعلقه البخاري في " صحيحه " 4 / 133.
(2) " تاريخ بغداد " 3 / 401 وفيه: " هو ممن لا نظير له في الحكام.. "
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»