سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٥٥٤
حدث بها غيره، فقلت: أبو تراب مظلوم في كل ما ذكرته. ثم حدثت أبا الحسين الحجاجي بهذا. فرضي كلامي فيه، وقال: القول ما قلته.
ثم تأملت أجزاء كثيرة بخطه فلم أجد فيها حديثا يكون الحمل فيه عليه، وأحاديثه كلها مستقيمة.
وسمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرت ابن خزيمة يسأل أبا حامد الأعمشي: كم روى الأعمش عن أبي صالح، عن أبي سعيد؟
فأخذ أبو حامد يسرد الترجمة، حتى فرغ منها، وأبو بكر يتعجب منه.
وسمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي، وهو عليل، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أنا بخير، لولا هذا الجار يعني أبا حامد الجلودي، راوية أحمد بن حفص ثم قال:
يدعي أنه عالم ولا يحفظ إلا ثلاثة كتب: كتاب: " عمى القلب "، وكتاب: " النسيان "، وكتاب: " الجهل ". دخل علي أمس وقد اشتدت بي العلة، فقال: يا أبا حامد! علمت أن زنجويه مات؟
فقلت: رحمه الله، فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع، ثم قال: يا أبا حامد! كم لك؟ قلت: أنا في السادس والثمانين فقال: إذا أنت أكبر من أبيك يوم مات. فقلت: أنا بحمد الله في عافية، جامعت البارحة مرتين، واليوم فعلت كذا، فخجل وقام.
قلت: قيل: إن صاحب الترجمة هو ولد الزاهد حمدون القصار، أحد مشايخ الطريق.
مات أبو حامد في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وقد قارب التسعين.
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»