سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٥١٦
وكيف ننفك عن هواك وقد * كنت لنا عدة من العدد وتخرج الفأر من مكامنها * ما بين مفتوحها إلى السدد يلقاك في البيت منهم مدد * وأنت تلقاهم بلا مدد حتى اعتقدت الأذى لجيرتنا * ولم تكن للأذى بمعتقد (1) وحمت حول الردى بظلمهم * ومن يحم حول حوضه يرد وكان قلبي عليك مرتعدا * وأنت تنساب غير مرتعد تدخل برج الحمام متئدا * وتبلع الفرخ غير متئد وتطرح الريش في الطريق لهم * وتبلع اللحم بلع (2) مزدرد أطعمك الغي لحمها فرأى * قتلك أصحابها من الرشد كادوك دهرا فما وقعت وكم * أفلت من كيدهم ولم تكد فحين أخفرت وانهمكت * وكاشفت وأشرفت غير مقتصد صادوك غيظا علك وانتعموا * منك وزادوا ومن يصد يصد ثم شفوا بالحديد أنفسهم منك * ولم يرعووا على أحد ولم تزل للحمام مرتصدا * حتى سقيت الحمام بالرصد لم يرحموا صوتك الضعيف كما * لم ترث يوما لصوتها الغرد (3) أذاقك الموت ربهن كما * أذقت أفراخه بيدا بيد كأن حبلا حوى بجودته * جيدك للخنق كان من مسد كأن عيني تراك مضطربا * فيه وفي فيك رغوة الزبد

(١) ورد الشطر الأول في الأصل.
حتى اعتقدت الأذى منها لجيرتنا.
وبهذا يخرج الشطر من المنسرح إلى البسيط.
(٢) في " الوافي بالوفيات ": غير.
(3) في " الأصل " الرغد، وهو خطأ، وما أثبتناه من مصادر تخريج القصيدة.
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»