سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٥١٧
وقد طلبت الخلاص منه فلم * تقدر على حيلة ولم تجد فجدت بالنفس والبخيل بها * كنت ومن لم يجد بها يجد فما سمعنا بمثل موتك إذ * مت ولا مثل حالك النكد عشت حريصا يقوده طمع * ومت ذا قاتل بلا قود يا من لذيذ الفراخ أوقعه * ويحك! هلا قنعت بالغدد ألم تخف وثبة الزمان وقد * وثبت في البرج وثبة الأسد عاقبة البغي (1) لا تنام وإن * تأخرت مدة من المدد أردت أن تأكل الفراخ ولا * يأكلك الدهر أكل مضطهد (2) هذا بعيد من القياس وما * أعزه في الدنو والبعد لا بارك الله في الطعام إذا * كان هلاك النفوس في المعد كم دخلت لقمة حشا شره * فأخرجت روحه من الجسد ما كان أغناك عن تسلقك * البروج ولو كان جنة الخلد قد كنت في نعمة وفي دعة * من العزيز المهيمن الصمد تأكل من فأر دارنا رغدا * أكل جزاف نام بلا عدد (3) وكنت بددت شملهم زمنا * فاجتمعوا بعد ذلك البدد ولم يبقوا لنا على سبد * في جوف أبياتنا ولا لبد وفرغوا قعرها وما تركوا * ما علقته يد على وتد وفتتوا الخبز في السلال فكم * تفتتت للعيال من كبد ومزقوا من ثيابنا جددا * فكلنا في مصائب جدد

(١) في " الوافي بالوفيات ": الظلم.
(٢) في " نكت الهميان ": مصطيد.
(٣) ورد هذا البيت في " الوافي بالوفيات " كما يلي:
تأكل من فأر بيتنا رغدا * وأين بالشاكرين للرغد
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»