سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٥٠٩
نفدت أن تعرفوني (1).
أخبرنا قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة غير مرة: أخبرنا محمد بن عبد الواحد الحافظ، أخبرنا أبو زرعة عبيد الله بن محمد، أخبرنا الحسين بن عبد الملك، أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الرازي، أخبرنا جعفر بن عبد الله، حدثنا محمد بن هارون الروياني، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا فليح، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن وليدة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حملت من الزنى، فسئلت: من أحبلك؟ قالت: أحبلني المقعد. فسئل، فاعترف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لضعيف عن الجلد " فأمر بمئة عثكول، فضرب بها ضربة واحدة.
هذا حديث غريب صالح الاسناد (2)، أخرجه النسائي من طريق أبي

(1) سبق ذكر هذا الخبر في ترجمة محمد بن جرير الطبري. انظر الحاشية (2) من الصفحة 271 من هذا الجزء.
(2) كيف وفيه فليح بن سليمان، وهو كثير الخطأ. ونقل الحافظ في " التلخيص " 4 / 59 أن الدارقطني قال بعد أن رواه من حديث فليح، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:
" وهم فيه فليح، والصواب: عن أبي حازم، عن أبي أمامة بن سهل ".
ورواه أبو داود (4472) من حديث الزهري، عن أبي أمامة، عن رجل من الأنصار، ورواه النسائي: من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، ورواه الطبراني من حديث أبي أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري. قال الحافظ: فإن كانت الطرق كلها محفوظة، فيكون أبو أمامة قد حمله عن جماعة من الصحابة، وأرسله مرة. وقال في " بلوغ المرام ":
إسناد هذا الحديث حسن، ولكن اختلف في وصله وإرساله.
وأخرجه أحمد: 5 / 222، وابن ماجة (2574) من طريق ابن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل، عن سعيد بن سعد بن عبادة قال: كان بين أبياتنا رجل مخدج ضعيف، فلم يرع إلا وهو على أمة من إماء الدار يخبث بها، فرفع شأنه سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " اجلدوه ضرب مئة سوط " قالوا: يا نبي الله هو أضعف من ذلك. لو ضربناه مئة سوط مات. قال: " فخذوا له عثكالا فيه مئة شمراخ، فاضربوه ضربة واحدة ".
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»