سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ٣٧٣
عليه صورة نبينا صلى الله عليه وسلم وابن خزيمة يصقله. فقال المعبر: هذا رجل يحيي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام أبو العباس بن سريج وذكر له ابن خزيمة فقال: يستخرج النكت من حديث رسول الله بالمنقاش.
وقد كان هذا الامام جهبذا بصيرا بالرجال، فقال فيما رواه عنه أبو بكر محمد بن جعفر شيخ الحاكم: لست أحتج بشهر بن حوشب، ولا بحريز بن عثمان لمذهبه (1)، ولا بعبد الله بن عمر، ولا ببقية، ولا بمقاتل بن حيان، ولا بأشعث بن سوار، ولا بعلي بن جدعان لسوء حفظه، ولا بعاصم بن عبيد الله، ولا بابن عقيل، ولا بيزيد بن أبي زياد، ولا بمجالد، ولا بحجاج بن أرطاة إذا قال: عن، ولا بأبي حذيفة النهدي، ولا بجعفر بن برقان، ولا بأبي معشر نجيح، ولا بعمر بن أبي سلمة، ولا بقابوس بن أبي ظبيان. ثم سمى خلقا دون هؤلاء في العدالة، فإن المذكورين احتج بهم غير واحد.
وقال أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري: سمعت ابن خزيمة يقول: ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر.
قال الحاكم: سمعت محمد بن صالح بن هانئ، سمعت ابن خزيمة يقول: من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا.
قلت: من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله، ولأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله، ولم يخض في التأويل ولا عمق، فهو المسلم المتبع، ومن أنكر ذلك، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو

(1) أي: لما اتهم به من النصب.
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 376 377 378 379 ... » »»