سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٤ - الصفحة ١٩٩
وكتاب " علل الحديث ".
قلت: وللساجي مصنف جليل في علل الحديث يدل على تبحره وحفظه، ولم تبلغنا أخباره كما في النفس، وقد هم بمن أدخل عليه، فقال الخليلي، سمعت عبد الرحمن بن أحمد الشيرازي الحافظ يقول: سألت ابن عدي عن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة، فقال: كنا بالبصرة عند زكريا الساجي، فقرأ عليه إبراهيم حديثين، عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه، عن مالك، فقلت: هما عن يونس، فأخذ الساجي كتابه، فتأمل وقال لي: هو كما قلت. وقال لإبراهيم: ممن أخذت هذا؟ فأحال على بعض أهل البصرة، قال: علي بصاحب الشرطة حتى أسود وجه هذا. فلكموه حتى عفا عنه، ومزق الكتاب.
مات بالبصرة سنة سبع وثلاث مئة وهو في عشر التسعين، رحمه الله.
قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد المعز بن محمد الصوفي:
أخبرنا زاهر بن طاهر، أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا أبو عمرو بن أبي جعفر قال: أخبرنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي وما كتبت عنه إلا هذا الحديث الواحد حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا سليم بن حيان، عن حميد بن هلال، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أحدكم يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه، فإن أبى فليدفعه، فإن معه شيطانا ".
صحيح غريب، تفرد به حميد بن هلال. أخرجه الشيخان (1) من طريق

(1) البخاري: 1 / 480 481 في سترة المصلي: باب يرد المصلي من مر بين يديه، ومسلم (505) في الصلاة: باب منع المار بين يدي المصلي، وأخرجه أيضا أبو داود (700) بلفظ: " إذا صلى أحدكم إلى شئ يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان ". وقد وقع في رواية للإسماعيلي فيما قاله الحافظ " فإن معه الشيطان " ونحوه لمسلم برقم (506) من حديث ابن عمر بلفظ: " فإن معه القرين ".
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»