سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٦٣
يدر، ودل على محمد بن سحنون، فقال محمد: " الايمان بضع وسبعون درجة، أعلاها شهادة، أن لا إله إلا الله " فالاقرار غير مخلوق، وما سواه من الأعمال مخلوقة - يريد كلمة الاقرار، وأما حقيقة الاقرار الذي هو التصديق، فهو نور يقذفه الله في قلب عبده، وهو خلق لله - قال: أحمد بن أبي مسعود:
فمضيت إلى العراق، فسألت عنها، فكان جوابه كجواب محمد (1).
وقيل: لما توفي محمد رثي بثلاث مئة قصيدة (2).
46 - ابن عبدوس * فقيه المغرب، أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن عبدوس.
قال أبو العرب: كان ثقة، إماما في الفقه، ذا ورع وتواضع، بذ الهيئة، كان أشبه شئ بأحوال شيخه سحنون، في فقهه وزهادته وملبسه ومطعمه، وكان حسن الكتاب، حسن التقييد،، مات ابن ثمان وخمسين سنة (3).
قال لقمان بن يوسف: أقام ابن عبدوس سبع سنين يدرس، لا يخرج إلا لجمعة (4).

* رياض النفوس: ١ / ٣٦٠ - ٣٦٣، طبقات الفقهاء: ١٥٨، معالم الايمان في معرفة أهل القيروان: ٢ / ١٣٧ - ١٤٤ (ط. مصر ١٩٦٨)، الوافي بالوفيات: ١ / 342، الديباج المذهب: 2 / 174 - 175.
(1) انظر: رياض النفوس: 1 / 355.
(2) جاء في: " الرياض ": 1 / 357: قال أبو الحسين الكانسي: بلغني أنه لما مات رثاه جماعة منهم: أحمد بن أبي سليمان، رثاه بقصيدة ثلاث مئة بيت، منها يقول:
ألا فابك للاسلام إن كنت باكيا * لحبل من الاسلام أصبح واهيا ألا أيها الناعي الذي جلب الأسى * وأورثنا الأحزان، لا كنت ناعيا نعيت إمام العالمين محمدا * وقلت مضى من كان للدين راعيا في أبيات جيدة مؤثرة.
(3) انظر: رياض النفوس: 1 / 360.
(4) انظر: المصدر السابق.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»