سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٦٩
حروب الخوارج سنين عدة.
ثم هاجت المسودة بخراسان، وما زالوا حتى قلعوا دولة بني أمية، وقامت الدولة الهاشمية بعد قتل أمم لا يحصيهم إلا الله.
ثم اقتتل المنصور وعمه عبد الله. ثم خذل عبد الله، وقتل أبو مسلم صاحب الدعوة.
ثم خرج ابنا حسن (1)، وكادا أن يتملكا، فقتلا.
ثم كان حرب كبير بين الأمين والمأمون (2)، إلى أن قتل الأمين.
وفي أثناء ذلك قام غير واحد يطلب الإمامة:
فظهر بعد المئتين بابك الخرمي زنديق بآذربيجان، وكان يضرب بفرط شجاعته الأمثال، فأخذ عدة مدائن، وهزم الجيوش إلى أن أسر بحيلة، وقتل (3).

(١) هما: محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وأخوه إبراهيم، وكان خروجهما على المنصور، ذلك أنهما تخلفا عن الحضور عنده عندما حج في ذلك العام، فطلبهما، وبالغ في ذلك، وقبض على أبيهما مع عدد من أهل البيت، وسجنهم، وماتوا في سجنه. فثار محمد في المدينة، وسجن متوليها، وصار له شأن وعمال على المدن، إلى أن أرسل إليه المنصور جيشا بقيادة ابن عمه عيسى بن موسى قضى عليه سنة (١٤٥ ه‍).
انظر: تاريخ الطبري: ٧ / ١٧، وما بعدها، أخبار سنة (١٤٤)، والكامل لابن الأثير:
٥ / ٥١٣ - ٥٢٧، والوافي بالوفيات: ٣ / 297 - 300، شذرات الذهب: 1 / 313، أخبار سنة (144).
(2) كان ذلك سنة (195 ه‍) عندما أعلن الأمين خلع أخيه المأمون عن خراسان، فنادى المأمون بخلع الأمين أيضا ونشأت الحرب بينهما.
(3) انظر تفصيل خبر مقتله في ترجمة المأمون في الجزء العاشر من هذا الكتاب 293.
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»