سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٩
صلى الله عليه وسلم -: " قدموا قريشا، ولا تقدموها " (1). وأما تقديمي ابن بكير، فلقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كبر كبر " (2) يريد السن - ومع أنه سمع " الموطأ " من مالك سبع عشرة مرة، وأبوكما لم يسمعه إلا مرة واحدة.
قلت: وله فيه فوت معروف (3).
قال: فخرجا، ولم يعودا، وخرجا إلى حد العداوة (4).
وألف أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر القرطبي، الميت في عام ثمانية وثلاثين وثلاث مئة كتابا (5) في أخبار علماء قرطبة، ذكر فيه بقي بن مخلد، فقال: كان فاضلا تقيا، صواما قواما متبتلا، منقطع القرين في عصره، منفردا عن النظير في مصره، كان أول طلبه عند محمد بن عيسى

(1) أخرجه البيهقي في " السنن " 3 / 121، وفي " مناقب الشافعي " 1 / 21 من طريق معمر، عن الزهري، عن ابن أبي حثمة أبي بكر بن سليمان مرفوعا، وقال: وهو مرسل جيد، وأورده ابن حجر في " توالي التأسيس " ص 45، وقال: هذا مرسل قوي الاسناد، وله شاهد موصول من حديث أنس عند أبي نعيم في " الحلية " 9 / 64، وآخر من حديث علي عند البزار، وثالث من حديث عبد الله بن السائب عند الطبراني في " الكبير " ورابع عن جبير بن مطعم عند البيهقي في مناقب الشافعي 1 / 22، 23.
(2) قطعة من حديث مطول أخرجه مالك في " الموطأ " 2 / 877، 878 في القسامة، والبخاري 2 / 203، 206 في الديات، ومسلم (1669) في القسامة، وأبو داود (4520) و (4521) و (4523) والترمذي (1422) والنسائي 8 / 5، 12.
(3) رواية يحيى بن يحيى الليثي " للموطأ "، وهي المطبوعة المتداولة بين أيدي طلبة العلم في هذا الزمن. ورواية أبي مصعب الزهري غير مطبوعة، والبغوي يعتمدها كثيرا في " شرح السنة ".
وقد روى " الموطأ " عن مالك جماعات كثيرة، وبين رواياتهم اختلاف، من تقديم وتأخير، وزيادة ونقص، ومن أكبرها وأكثرها زيادات رواية أبي مصعب، فقد قال ابن حزم: في " موطأ " أبي مصعب زيادة على سائر الموطآت نحو مئة حديث.
وقوله: " فيه فوت معروف ": يريد أن يحيى بن يحيى لم يسمع " الموطأ " كله من مالك.
(4) انظر: معجم الأدباء: 7 / 81 - 82.
(5) في الأصل: " كتاب ".
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»