سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١٨٩
قلت: عنى أني لا أحدث في حياتك. فأساء العبارة.
لا تلمني على ركاكة عقلي * إن تيقنت أنني همذاني (1) قال القاسم بن أبي صالح: جاء أيام الحج أبو بكر محمد بن الفضل القسطاني (2)، وحريش بن أحمد إلى إبراهيم بن الحسين، فسألاه عن حديث الإفك (3)، رواية الفروي عن مالك، فحانت منه التفاتة، فقال له الزعفراني: يا أبا إسحاق! تحدث الزنادقة؟ قال: ومن الزنديق؟ قال:
هذا، إن أبا حاتم الرازي لا يحدث حتى يمتحن. فقال: أبو حاتم عندنا أمير المؤمنين في الحديث، والامتحان دين الخوارج، من حضر مجلسي، فكان من أهل السنة، سمع ما تقر به عينه، ومن كان من أهل البدعة، يسمع ما يسخن الله بن عينه. فقاما، ولم يسمعا منه.
وقد طول الحافظ شيرويه (4) ترجمة إبراهيم، وذكر فيها بلا سند أنه قال

(1) البيت في " رسائل بديع الزمان الهمذاني ": ص 181، ط. أولى، مطبعة الجوائب، سنة 1298). وقد جاء في نهاية رسالة الهمذاني إلى الشيخ أبي الحسن أحمد بن فارس جوابا عن كتاب كان ورد عليه منه يذم الزمان فيه.
(2) القسطاني، بضم القاف، وسكون السين: نسبة إلى قسطانة، قرية بين الري وساوة. (اللباب). وانظر: معجم ياقوت.
(3) حديث الإفك من طريق ابن ديزيل عن إسماعيل بن أبي إدريس في جزئه ورقة 166 في آخر جزء من مجموع في المدرسة الأحمدية بحلب فيه سماع تاريخه سنة 920 ه‍. وحديث الإفك من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص الليثي، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة أخرجه البخاري 5 / 198، 201 في الشهادات: باب تعديل النساء بعضهن بعضا، و 8 / 342، 370 في تفسير سورة النور: باب (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا...) ومسلم (2770) في التوبة: باب حديث الإفك وقبول توبة القاذف، والترمذي (3179) والنسائي 1 / 163، 164.
(4) هو المحدث الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه، قال الذهبي في " التذكرة ":
1259: " مفيد همذان ومصنف تاريخها، ومصنف كتاب الفردوس " توفي سنة (509 ه‍)
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»