سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ١١٢
قال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغني بشئ من شعره، وهو:
أشكو غليل فؤاد أنت متلفه * شكوى عليل إلى إلف يعلله سقمي تزيد مع الأيام كثرته * وأنت في عظم ما ألقى تقلله (1) الله حرم قتلي في الهوى سفها * وأنت يا قاتلي ظلما تحلله (2) وقيل: كان ابن داود خصما لابن سريج في المناظرة، كانا يترادان في الكتب، فلما بلغ ابن سريج موت محمد بن داود، حزن له، ونحى مخاده، وجلس للتعزية، وقال: ما آسى إلا على تراب يأكل لسان محمد بن داود (3).
قال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي: كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود، وكان ينفق على ابن داود، وما عرف معشوق ينفق على عاشقه سوا؟، ومن شعره:
حملت جبال الحب فيك وإنني * لاعجز عن جمل القميص وأضعف وما الحب من حسن ولا من سماحة * ولكنه شئ به الروح تكلف (4) قال إبراهيم بن عرفة نفطويه: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: حب من تعلم أورثني ما ترى.

(١) في " المنتظم "، و " البداية والنهاية ": " على الأيام ".
(٢) في " البداية والنهاية ": " أسفا " بدلا من " سفها ". وتتمة الخبر في " تاريخ بغداد ": ٥ / ٢٥٨: " فقال محمد بن داود: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال القاضي أبو عمر: هيهات: سارت به الركبان ". وانظر الأبيات في: " المنتظم ": ٦ / ٩٤، و " الوافي بالوفيات ": ٣ / ٥٨ - ٥٩، و " البداية والنهاية ": ١١ / ١١١.
(٣) تاريخ بغداد: ٥ / 259.
(4) المصدر السابق: 5 / 260.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»