سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٥٨٩
وروي عن الشافعي أنه قال للربيع: لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك (1) وقال أيضا: الربيع راوية كتبي (2).
وقال أبو عمر بن عبد البر: ذكر محمد بن إسماعيل الترمذي أسماء من أخذ عن الربيع كتب الشافعي، ورحل إليه فيها من الآفاق، فسمى نحو مئتي رجل (3).
قال أبو عمر: وكان الربيع لا يؤذن في منارة جامع مصر أحد قبله، وكانت الرحلة إليه في كتب الشافعي، وكانت فيه سلامة وغفلة. ولم يكن قائما بالفقه.
قلت: قد كان من كبار العلماء، ولكن ما يبلغ رتبة المزني، كما أن المزني لا يبلغ رتبة الربيع في الحديث (4). وقد روى أبو عيسى في " جامعه " عن الربيع بالإجازة، وقد سمعنا من طريقه " المسند " للشافعي انتقاه أبو العباس الأصم من كتاب " الام " لينشط لروايته للرحالة، وإلا فالشافعي رحمه الله لم يؤلف مسندا.
وقيل إن هذا الشعر للربيع:
صبرا جميلا ما أسرع الفرجا * من صدق الله في الأمور نجا من خشي الله لم ينله أذى * ومن رجا الله كان حيث رجا (5)

(1) " طبقات الشافعية " 2 / 134.
(2) " طبقات الشافعية " 2 / 134.
(3) الخبر في " طبقات الشافعية " 2 / 134 بلفظ: وكانت الرحلة في كتب الشافعي إليه من الآفاق نحو مئتي رجل.
(4) في " طبقات الشافعية " 2 / 132: لقد تعارض هو وأبو إبراهيم المزني في رواية، فقدم الأصحاب بروايته مع علو قدر أبي إبراهيم علما ودينا وجلالة وموافقة ما رواه للقواعد.
(5) البيتان في " طبقات الشافعية " 2 / 134.
(٥٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 584 585 586 587 588 589 590 591 592 593 594 ... » »»