سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٩
رأسه، ثم رفع واسترجع، وجعل تسيل دموعه على خديه، ثم أنشأ يقول:
إن تبق تفجع بالأحبة كلهم * وفناء نفسك لا أبا لك أفجع (1) ثم قال إسحاق: ما سمعناه ينشد إلا يجئ في الحديث.
قلت: قد كان الدارمي ركنا من أركان الدين، قد وثقه أبو حاتم الرازي (2) والناس، وحدث عنه بندار والكبار، وبلغنا عن أحمد بن حنبل، وذكر الدارمي، فقال: عرضت عليه الدنيا، فلم يقبل.
قال رجاء بن مرجى: رأيت سليمان الشاذكوني، وإسحاق بن راهويه، وسمى جماعة، فما رأيت أحفظ من عبد الله الدارمي (3).
ومن حديثه:
أخبرنا عمر بن محمد الفارسي، والحسن بن علي، وهدية بنت علي بن عسكر، وجماعة، وابن الحبوبي، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر الحريمي، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا عبد الله بن حمويه، أخبرنا عيسى بن عمر بن العباس، حدثنا عبد الله الدارمي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا سليمان بن بلال، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نعم الادام الخل " (4).

(١) البيت في " مقدمة فتح الباري ": ٤٨٢، و " تهذيب التهذيب " ٥ / ٢٩٦.
(٢) " الجرح والتعديل " ٥ / ٩٩ (٣) " تاريخ بغداد " ١٠ / ٣١، و " تذكرة الحفاظ " ٢ / ٥٣٥.
(٤) أخرجه مسلم (٢٠٥١) في الأشربة: باب فضيلة الخل والتأدم به، والترمذي (١٨٤٠) في الأطعمة باب ما جاء في الخل وهو في سنن الدارمي ٢ / 101، وأخرجه من حديث جابر بن عبد الله مسلم (2025) وأبو داود (3820) و (3821)، والترمذي (1839) و (1842)، والنسائي 7 / 14، وابن ماجة (3317) والدارمي 2 / 101، وأحمد 3 / 301 و 304 و 353 و 364 و 371 و 389 و 390 و 400.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»