سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٢٢٠
مجان، يلقون صرة الدراهم، ثم يرقبونها، فإذا جاء من يرفعها، صاحوا به، وخجلوه. فعلمهم أبو الأشعث أن يتخذوا صرة فيها زجاج، فإذا أخذوا صرة الدراهم، فصاح صاحبها، وضعوا بدلها في الحال صرة الزجاج (1).
قلت: مات في صفر سنة ثلاث وخمسين ومئتين.
يقع حديثه عاليا في جزء الحفار، وفي " الثقفيات "، وغير ذلك وعاش بضعا وتسعين سنة. وكان أسند من بقي بالبصرة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن غالية، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البناء، أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا أحمد بن المقدام، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، قال: كتب إلي عبد الله بن رباح، سمعت عبد الله بن عمرو يقول: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج إلينا، نعرف في وجهه الغضب، فقال: " ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ".
هذا حديث صحيح (2)، وهو دال على تحريم الجدال، والاختلاف

(١) الخبر مطولا في " تاريخ بغداد " ٥ / ١٦٥. وجاء في " تهذيب التهذيب " ١ / ٨٢ عقب هذا الخبر: قال ابن عدي: وهذا لا يؤثر فيه، لأنه من أهل الصدق. وقال ابن حجر:
وثقه مسلمة بن قاسم، وابن عبد البر، وآخرون. وذكره ابن حبان في " الثقات ".
(٢) وأخرجه مسلم في " صحيحه " (٢٦٦٦) في العلم: باب النهي عن اتباع متشابه القرآن من طريق فضيل بن حسين الجحدري، عن حماد بن زيد بهذا الاسناد. وأخرج عبد الرزاق في " المصنف " (20367) وأحمد 2 / 181 و 195 و 196، وابن ماجة (85) من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون، فقال: " إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله عز وجل يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه، فقولوه، وما جهلتم منه فدعوه، وسنده حسن، وقد وقع عند أحمد 1972 في روايته، وابن ماجة: أن تنازعهم كان في القدر.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»