سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٤٦٧
حدث عنه: ابن أخيه الحافظ المجود أبو بكر أحمد بن محمد بن السري ابن يحيى الكوفي المشهور بابن أبي دارم، ومحمد بن عمر بن يحيى العلوي، والقاضي محمد بن عبد الله بن الحسن الجعفي الكوفي، وجماعة، وكان صدوقا.
أرخ موته الحافظ محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة.
ولم يقع لنا من عالي حديث هناد الكبير إلا بإجازة في الطريق. فنسأل الله علما نافعا مقربا إليه.
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الامناء في سنة ست وتسعين وست مئة، عن زينب بنت عبد الرحمن، والقاسم بن أبي سعد، قالا:
أخبرنا وجيه بن طاهر، وأخبرنا أحمد، عن زينب، أخبرنا عبد المنعم بن عبد الكريم، وأخبرنا أحمد، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد، أخبرنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد، قالوا: أخبرنا أبو القاسم القشيري، أخبرنا أبو الحسين الخفاف، أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا هناد، حدثنا وكيع، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا دخل الخلاء، قال: " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " (1).

(1) إسناده صحيح، وهو في سنن الترمذي (5) في الطهارة: باب ما يقول إذا دخل الخلاء، من طريق قتيبة وهناد. وأخرجه البخاري 1 / 212، 213 في الطهارة: باب ما يقول عند الخلاء، من طريق آدم، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس. وأخرجه مسلم (375) في الحيض: باب ما يقوله إذا أراد دخول الخلاء، من طريق يحيى بن يحيى، عن حماد ابن زيد وهشيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
والخبث، بضم الخاء والباء: جمع خبيث. والخبائث: جمع خبيثة. وقال الحافظ ابن حجر: ووقع في نسخة ابن عساكر. قال أبو عبد الله، يعني البخاري: ويقال: الخبث، أي بإسكان الباء. وقال ابن الأعرابي: أصل الخبث في كلام العرب المكروه. فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار. وعلى هذا فالمراد من الخبائث المعاصي، أو مطلق الافعال المذمومة، ليحصل التناسب.
(٤٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 ... » »»