سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٤٢٥
وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: كان فضلك يدور بدمشق على أحاديث أبي مسهر والشيوخ يلقنها هشام بن عمار، فيحدثه بها. وكنت أخشى أن يفتق في الاسلام فتقا.
أحمد بن خالد الخلال: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا هشام بن عمار، وليس بالكذوب، فذكر حديثا.
وقال هاشم بن مرثد: سمعت ابن معين، يقول: هشام بن عمار أحب إلي من ابن أبي مالك.
قال أبو القاسم بن الفرات: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني المقرئ، لما توفي أيوب بن تميم، يعني: مقرئ دمشق، رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين: أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط، وهو ابن ذكوان، فائتم الناس به، والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية، والعلم، والدراية، وهو هشام بن عمار، وكان خطيبا بدمشق، رزق كبر السن، وصحة العقل والرأي، فارتحل الناس إليه في نقل القراءة والحديث.
نقل القراءة عنه أبو عبيد قبل موت هشام بنحو من أربعين سنة، وحدث عنه هو والوليد بن مسلم، وابن شابور.
وكان ابن ذكوان يفضله، ويرى مكانه لكبر سنة. ولد قبله بعشرين سنة. فأخذ القراءة عن أيوب تلاوة، كما أخذها ابن ذكوان، وزاد عليه بأخذه القراءة عن الوليد، وسويد بن عبد العزيز، وصدقة بن هشام - كذا قال، وأظنه أراد صدقة بن خالد - وعراك بن خالد، وصدقة بن يحيى، ومدرك بن أبي سعد، وعمر بن عبد الواحد. وكل هؤلاء أئمة، قرؤوا على يحيى بن الحارث.
فلما توفي ابن ذكوان سنة اثنتين وأربعين، اجتمع الناس على إمامة
(٤٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 ... » »»