سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ٢١
هذا قد أكثر عني، وهو يجلس بالقرب مني، وأبو رجاء عنده ما ليس عندنا، فأرى أن تأذن له عسى أن ينتفع.
أخبرنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد، وجماعة إجازة، قالوا: أخبرنا عمر بن محمد، أخبرنا هبة الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد ابن غيلان، أخبرنا أبو إسحاق المزكي (1) أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ: " أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، فيصليهما جميعا. وإذا ارتحل قبل المغرب، أخرها حتى يصليها مع العشاء. فإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء، فصلاها مع المغرب ". (2)

(١) هو بضم الميم وفتح الزاي والكاف المشددة، يقال هذا لمن يزكي الشهود، ويبحث عن حالهم، ويعرفه القاضي. واشتهر بهذا بيت كبير بنيسابور، منهم جماعة من العلماء، منهم أبو إسحاق هذا، واسمه إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي شيخ نيسابور في عصره، سمع ابن خزيمة، وأبا العباس السراج وغيرهما. روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وأبو نعيم الحافظ، توفي سنة ٣٦٢ ه‍.
(٢) أخرجه أبو داود (١٢٢٠) في الصلاة: باب الجمع بين الصلاتين، والترمذي (٥٥٣) في الصلاة: باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين، وقال: حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحدا رواه عن الليث غيره. وأخرجه أحمد 5 / 241، 242، والدار قطني 1 / 392، 393، والبيهقي 3 / 163.
وقد أعل هذا الحديث جماعة من أئمة الحديث بتفرد قتيبة عن الليث، وأشار البخاري إلى أن بعض الضعفاء أدخله على قتيبة، حكاه الحاكم في " علوم الحديث " وله طريق أخرى عن معاذ ابن جبل أخرجها أبو داود (1208) من رواية هشام بن سعيد عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، وهشام مختلف فيه، وقد خالفه الحفاظ من أصحاب أبي الزبير كمالك، والثوري، وقرة بن خالد وغيرهم، فلم يذكروا في روايتهم جمع التقديم. وورد في جمع التقديم حديث آخر عن ابن عباس، أخرجه أحمد 1 / 367، والشافعي 1 / 116، 117، وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي، وهو ضعيف، لكن له شاهد من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، أخرجه أحمد رقم (2191)، والبيهقي 3 / 164، ورجاله ثقات إلا أنه - كما قال الحافظ في الفتح 2 / 480 - مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»