سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٦١٩
الأئمة في زماننا: الشافعي والحميدي وأبو عبيد (1).
وقال علي بن خلف: سمعت الحميدي يقول: ما دمت بالحجاز، وأحمد بن حنبل بالعراق، وإسحاق بخراسان، لا يغلبنا أحد (2).
وقال أبو العباس السراج: سمعت محمد بن إسماعيل يقول:
الحميدي إمام في الحديث (3).
قال الفربري: حدثنا محمد بن المهلب البخاري، حدثنا الحميدي قال: والله لان أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أغزو عدتهم من الأتراك.
قلت: لما توفي الشافعي أراد الحميدي أن يتصدر موضعه، فتنافس هو وابن عبد الحكم على ذلك، وغلبه ابن عبد الحكم على مجلس الامام، ثم إن الحميدي رجع إلى مكة، وأقام بها ينشر العلم، رحمه الله.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفقيه، أخبرنا أبو المكارم المبارك بن محمد، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، أخبرنا عثمان بن محمد، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا الحميدي، أخبرنا سفيان، عن الزهري، أنه سمع أنس بن مالك يقول: آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف الستارة يوم الاثنين والناس صفوف خلف أبي بكر، فلما رأوه كأنهم تحركوا، فأشار إليهم رسول الله أن امضوا، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، وألقى السجف،

(1) " طبقات الشافعية " للسبكي 2 / 140.
(2) " طبقات الشافعية " للسبكي 2 / 141.
(3) " طبقات الشافعية للسبكي 2 / 141.
(٦١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 624 ... » »»