سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٦١٠
يتصلب في السنة، ومات في محنة القرآن في الحبس، وعامة ما أنكر عليه هو ما ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما (1).
قال أحمد بن محمد بن سهل الخالدي: سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول: أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومئتين، وألقوه في السجن، ومات في سنة تسع وعشرين ومئتين، وأوصى أن يدفن في قيوده، وقال: إني مخاصم (2).
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وست مئة، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة، أخبرنا محمد بن عبدا لباقي، أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون، وأبو الحسن بن أيوب البزاز، قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي، سمعت نعيم بن حماد يقول: من شبه الله بخلقه، فقد كفر، ومن أنكر ما وصف به نفسه، فقد كفر، وليس [في] ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه.
قلت: هذا الكلام حق، نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار أحاديث الصفات، فما ينكر الثابت منها من فقه، وإنما بعد الايمان بها هنا مقامان مذمومان:
تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب، فما أولها السلف ولا حرفوا ألفاظها عن مواضعها، بل آمنوا بها، وأمروها كما جاءت.
المقام الثاني: المبالغة في إثباتها، وتصورها من جنس صفات

(1) " الكامل في الضعفاء " 4 / لوحة 807.
(2) " تاريخ بغداد " 13 / 313، و " تهذيب الكمال " لوحة 1420.
(٦١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 605 606 607 608 609 610 611 612 613 614 615 ... » »»