سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٣٢١
أخبرنا، فكأنه استحل ذلك، بأن سمع شعيبا يقول لقوم: ارووه عني (1).
قال إبراهيم بن ديزيل: سمعت أبا اليمان يقول: قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأه علي، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة، قال: فقال في كله: أخبرنا شعيب (2).
وقال ابن معين: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب بن أبي حمزة، فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها إلى أحد (3).
وروى أبو زرعة النصري عن أبي اليمان قال: كان شعيب عسرا في الحديث، فدخلنا عليه حين حضرته الوفاة، فقال: هذه كتبي، وقد صححتها، فمن أراد أن يأخذها، فليأخذها، ومن أراد أن يعرض، فليعرض، ومن أراد أن يسمعها من ابني، فليسمعها، فإنه قد سمعها مني (4).
سعيد بن عمرو البرذعي، عن أبي زرعة الرازي قال: لم يسمع أبو

(1) " تهذيب الكمال " لوحة 319، وقال الحافظ في " مقدمة الفتح ": 396: الحكم ابن نافع أبو اليمان الحمصي مجمع على ثقته، اعتمده البخاري، وروى عنه الكثير، وروى له الباقون بواسطة، تكلم بعضهم في سماعه من شعيب، فقيل: إنه مناولة، وقيل: إذن مجرد، وقد قال الفضل بن غسان: سمعت يحيى بن معين يقول: سألت أبا اليمان عن حديث شعيب، فقال: ليس هو مناولة، المناولة لم أخرجها لأحمد، وبالغ أبو زرعة الرازي، فقال: لم يسمع أبو اليمان من شعيب إلا حديثا واحدا. قلت (القائل ابن حجر): إن صح ذلك، فهو حجة في صحة الرواية بالإجازة، إلا أنه كان يقول في جميع ذلك: " أخبرنا " ولا مشاححة في ذلك إن كان اصطلاحا له.
(2) " تهذيب الكمال " لوحة 319.
(3) أورد المؤلف الخبر في " ميزان الاعتدال " 1 / 581.
(4) " تاريخ دمشق " لأبي زرعة 1 / 434 و 2 / 716.
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»