سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٧٨
ابن أبي السهل، ومحمد بن علي بن السباك، وعلي بن سالم، قالوا:
أخبرنا أبو الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز قالا: أخبرنا أبو القاسم الربعي، زاد ابن شاتيل، فقال: وأخبرنا الحسين بن علي، قالا: أخبرنا محمد بن محمد البزاز، حدثنا محمد بن عمرو الرزاز، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبد الله، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم، فاعتصم ناس بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل، وقال: " أنا برئ من كل مسلم يقيم بين ظهري المشركين " قالوا: يا رسول الله، ولم؟ قال: " لا تراءى ناراهما " (1).
21 - أبو معاوية الأسود * من كبار أولياء الله، صحب سفيان الثوري، وإبراهيم بن أدهم،

(١) وأخرجه أبو داود (٢٦٤٥) في الجهاد: باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود، والترمذي (١٦٠٤) في السير: باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين، كلاهما من طريق هناد بن السري، عن أبي معاوية بهذا الاسناد، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن أكثر أصحاب إسماعيل وهو ابن أبي خالد لم يذكروا فيه جريرا. ورجح البخاري وغيره المرسل، لكن الحديث ثابت من غير وجه، فقد أخرج النسائي ٧ / ١٤٨، وأحمد ٤ / ٣٦٥، والبيهقي ٩ / ١٣، من طريق أبي وائل عن أبي نخيلة أو نحيلة البجلي، قال: قال جرير: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبايع، فقلت: يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك، واشترط علي فأنت أعلم، قال: " أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين ". وإسناده صحيح، وفي الباب عن سمرة بن جندب مرفوعا: " من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله " أخرجه أبو داود (٢٧٨٧) في آخر كتاب الجهاد. وعن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: " لا يقبل الله من مشرك بعدما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ". أخرجه النسائي 5 / 83، وابن ماجة (2536)، وسنده حسن، وصححه الحاكم 4 / 600، ووافقه الذهبي.
* حلية الأولياء 8 / 271.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»