سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٤٨
حمزة، وقال: إنما نزل القرآن بلغة قريش، وهي التفخيم، فقال له بشر بن موسى: حدثنا نوفل. فقال ابن المديني: نوفل ثقة. قال:
سمعت عبد الله بن إدريس يقول لحمزة: اتق الله، فإنك رجل تتأله، وهذه القراءة ليست قراءة عبد الله، ولا قراءة غيره. فقال حمزة: أما إني أتحرج أن أقرأ بها في المحراب. قلت: لم؟ قال: لأنها لم تكن قراءة القوم. قلت: فما تصنع بها إذا؟ قال: إن رجعت من سفري لا تركنها. ثم قال ابن إدريس: ما أستجيز أن أقول لمن يقرأ لحمزة: إنه صاحب سنة.
قلت: اشتهر تحذير ابن إدريس من ذلك، والله يغفر له، وقد تلقى المسلمون حروفه بالقبول، وأجمعوا اليوم عليها.
وأعلى ما يقع حديث ابن إدريس في جزء ابن عرفة.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا سعيد بن البناء، أخبرنا علي بن البسري، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، وجرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى فيها خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة ".
أخرجه مسلم (1) عن عثمان، عن جرير وحده.

(1) (757) في صلاة المسافرين: باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»