سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٣٣٠
قال العباس بن مصعب: بلغني أن ابن المبارك سئل عن النضر بن شميل، فقال: ذاك أحد الا حدين لم يكن أحد من أصحاب الخليل بن أحمد يدانيه. ثم قال العباس: كان النضر إماما في العربية والحديث، وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان، وكان أروى الناس عن شعبة، وخرج كتبا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، ولي قضاء مرو (1).
قال أحمد بن سعيد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول: في كتاب الخليل كذا وكذا مسألة كفر.
وقال العباس بن مصعب: سئل النضر عن الكتاب الذي ينسب إلى الخليل، ويقال له: كتاب " العين "، فأنكره، فقيل له: لعله ألفه بعدك؟
فقال: أو خرجت من البصرة حتى دفنت الخليل بن أحمد؟ (2).
أحمد الدارمي: سمعت النضر بن شميل يقول: خرج بي أبي من مرو

(1) تهذيب الكمال 1411، وانظر بغية الوعاة 2 / 317.
(2) في قوله هذا وقفة، فإنه قد قال هو عن نفسه: أقمت بالبادية أربعين سنة، وهذا يعني أنه غاب عن الخليل غيبة طويلة كان بمقدوره أن يؤلف فيها كتبا لا كتابا، وقد ذكروا في تصانيف النضر بن شميل كتاب " المدخل إلى العين "، والمحققون من أهل العلم باللغة يرون أن الخليل بن أحمد قد تمثل منهج الكتاب في ذهنه، واستحضر مواده، وشرع فيه، ورتب أوائله، ولكنه لم يكمله، وإنما أكمله من بعده الليث بن نصر، وبقية تلامذته، ومن في طبقته. وقد روى أبو الطيب اللغوي في " مراتب النحويين " عن ثعلب أنه قال: إنما وقع الغلط في كتاب " العين "، لان الخليل رسمه ولم يحشه، ولو كان حشاه ما بقي فيه شئ، لان الخليل رجل لم ير مثله، وقد حشا الكتاب قوم علماء، إلا أنه لم يؤخذ عنهم رواية، وإنما وجد بنقل الوراقين، ولذلك اختل الكتاب. وانظر تفصيل القول في ذلك في " المعجم العربي نشأته وتطوره " 1 / 254، 271.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»