سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٣٢٧
وقال أبو حاتم: صالح:
قال آدم بن أبي إياس: ما رأيت أحد أعقل لما يخرج من رأسه من ضمرة (1).
وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا خيرا، لم يكن هناك أفضل منه، ثم قال: مات في أول رمضان سنة اثنتين ومئتين (2).
وقال أبو سعيد بن يونس: كان فقيههم في زمانه، مات في رمضان سنة اثنتين ومئتين.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد، أخبرنا الفتح بن عبد الله، أخبرنا هبة الله ابن أبي الحسين، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، حدثنا عيسى بن علي إملاء، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان إملاء سنة أربع عشرة، وثلاث مئة، حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد، وعيسى بن يونس الرمليان، قالا: حدثنا ضمرة، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: " طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحرامه، وطيبته لاحلاله بطيب لا يشبه طيبكم هذا " قال ابن يونس في حديثه: تعني:
ليس له بقاء.
تفرد به ضمرة. أخرجه النسائي (3) عن أبي عمير، فوافقناه بعلو درجة.

(1) " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 6 / 37.
(2) " طبقات ابن سعد " 7 / 471.
(3) 5 / 137 في المناسك: باب إباحة الطيب عند الاحرام، من طريق أبي عمير عيسى بن محمد بهذا الاسناد، وإسناده قوي، وتأويل أحد الرواة قول عائشة: " بطيب لا يشبه طيبكم " بأنه لا بقاء له، يرده رواية مسلم (1191)، والترمذي (917) من طريق منصور ابن زاذان عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة " بطيب فيه مسك " ولمسلم (1190) (45)، وأبي داود (1746) من طريق الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن الأسود قال: قالت عائشة: " كأني أنظر إلى وبيص المسك "، وللبخاري 10 / 309 في اللباس، ومسلم (1190) (44) من طريق عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه، عن عائشة:
" بأطيب ما أجد " وللطحاوي 2 / 130 من طريق نافع، عن ابن عمر عن عائشة " بالغالية الجيدة " وهذا يدل على أن قولها " بطيب لا يشبه طيبكم " أي: أطيب منه، لا كما فهمه القائل: يعني ليس له بقاء. واستدل بهذا الحديث على استحباب التطيب عند إرادة الاحرام، وجواز استدامته بعد الاحرام، وأنه لا يضر بقاء لون الطيب ورائحته، وإنما يحرم ابتداؤه في الاحرام، وهو قول الجمهور.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»