سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٢٧٤
وقال أبو حاتم بن حبان: كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، ويدعي شيوخا لم يرهم. قال: وكان ابن مهدي حسن الرأي فيه (1).
قلت: هذه رواية قتيبة عن ابن مهدي، وقد روى غير واحد عنه أنه اتهمه.
قال ابن حبان: قال محمد بن عمرو السويقي: شهدت عمر بن هارون ببغداد، وهو يحدثهم، فسئل عن حديث لابن جريج، رواه عنه الثوري لم يشارك فيه، فحدثهم به، فرأيتهم مزقوا عليه الكتب. ثم قال ابن حبان:
كان صاحب سنة وفضل وسخاء، وكان أهل بلده يبغضونه لتعصبه في السنة وذبه عنها، ولكن كان شأنه في الحديث ما وصفت، والمناكير في حديثه تدل على صحة ما قاله يحيى بن معين فيه. قال: وقد حسن القول فيه جماعة من شيوخنا، كان يصلهم في كل سنة بصلات كبيرة من الدراهم والثياب، ويبعثها إليهم من بلخ إلى بغداد في كل سنة. وقد روى عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاد لبوله كما يرتاد أحدكم لصلاته (2).
قلت: ممن قوى أمره ابن خزيمة، فروى له في " المختصر " حديثا في البسملة (3).

(١) كتاب " المجروحين والضعفاء " ٢ / ٩٠.
(٢) كتاب " المجروحين والضعفاء " ٢ / ٩١، وقوله: يرتاد لبوله، أي: يطلب لبوله مكانا لينا لئلا يرجع عليه رشاش بوله " النهاية ". والخبر أورده المؤلف في " الميزان " 3 / 229 في جملة منكرات عمر بن هارون. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري مرفوعا:
" إذا أراد أحدكم أن يبول، ليرتد لبوله " أخرجه أبو داود (3)، والبيهقي 1 / 92، 94، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته.
(3) هو في " صحيحه " (493) من طريق خالد بن خداش، عن عمر بن هارون، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة (بسم الله الرحمن الرحيم) فعدها آية، (والحمد لله رب العالمين) آيتين، (الرحمن الرحيم) ثلاث آيات. وأخرجه الحاكم في " المستدرك " 1 / 232 من طريق خالد بن خداش بهذا الاسناد، وعلق عليه الذهبي بقوله: عمر بن هارون أجمعوا على ضعفه، وقال النسائي: متروك.
وهذا الحديث على ضعفه لا يصلح حجة لمن يرى الجهر بالبسملة، فإنه ليس بصريح في ذلك، ويمكن أنها سمعته سرا في بيتها لقربها منه، على أن مقصودها الاخبار بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتل قراءته حرفا حرفا، ولا يسردها، ويقف على رأس كل آية، يبينه ما رواه الحاكم 2 / 232 من طريق همام حدثنا القرشي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة قالت: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم - فوصفت: (بسم الله الرحمن الرحيم) حرفا حرفا - قراءة بطيئة. وقال: على شرط الشيخين، وصححه الدارقطني، ورواه أحمد 6 / 302، والحاكم 2 / 323، من طريق يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن أم سلمة أنها سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: " كان يقطع قراءته آية آية: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين ". لفظ أحمد، ولفظ الحاكم: " كان يقطع قراءته آية آية: (الحمد لله رب العالمين)، ثم يقف، (الرحمن الرحيم)، ثم يقف ". قال ابن أبي مليكة: وكانت أم سلمة تقرأها: ملك يوم الدين. ورواه أبو داود (4001)، والترمذي (2928).
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»