سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٢٦
قال: وذكر حديثا آخر مثله، قال: وكان عامة حديث الأعمش عند حفص على الخبر والسماع (1).
قال ابن عمار: وكان بشر الحافي إذا جاء إلى حفص بن غياث، وإلى أبي معاوية، اعتزل ناحية ولا يسمع منهما، فقلت له؟ فقال:
حفص هو قاض، وأبو معاوية (2) مرجئ يدعو إليه، وليس بيني وبينهم عمل.
قال إبراهيم بن مهدي: سمعت حفص بن غياث، وهو قاض بالشرقية يقول لرجل يسأل عن مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيا؟ لان يدخل الرجل أصبعه في عينه، فيقتلعها، فيرمي بها، خير له من أن يكون قاضيا (3).
قال أبو بكر بن أبي شيبة: سمعت حفص بن غياث يقول: والله ما وليت القضاء حتى حلت لي الميتة (4).
ومات يوم مات ولم يخلف درهما، وخلف عليه تسع مئة درهم دينا.
قال سجادة (5): كان يقال: ختم القضاء بحفص بن غياث.

(1) " تاريخ بغداد " 8 / 199.
(2) هو محمد بن خازم أبو معاوية الضرير ثقة من رجال الستة، وإعراض بشر الحافي عن السماع منه بسبب كونه مرجئا غلو غير مقبول، فإن الارجاء الذي يطلقه المحدثون على من لا يقول بزيادة الايمان ونقصانه، ولا بدخول العمل في حقيقته، ليس بطعن في الحقيقة على ما لا يخفى على المهرة النقاد، وهو مذهب لعدة من جلة العلماء كما قال المؤلف في " ميزانه " 4 / 99 في ترجمة مسعر بن كدام. وانظر تفصيل المسألة في " الرفع والتكميل " ص 149، 164.
(3) " تاريخ بغداد " 8 / 190.
(4) " تاريخ بغداد " 8 / 193.
(5) هو لقب الحسن بن حماد بن كسيب الحضرمي، أبو علي البغدادي، من رجال التهذيب.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»