سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٢٢٩
قلت: قد كان ابن وهب له دنيا وثروة، فكان يصل سفيان، ويبره، فلهذا يقول: أصبت به خاصة.
قال يونس بن عبد الأعلى: كانوا أرادوا ابن وهب على القضاء، فتغيب. قال: ومات في شعبان سنة سبع وتسعين ومئة.
قلت: عاش اثنتين وسبعين سنة. وقد وقع لنا جملة من عالي حديثه في " الخلعيات " (1) وفي الثقفيات " (2) وغير ذلك.
قال ابن عبد البر: أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عمر بن لبابة، سمعت محمد بن أحمد العتبي يقول: حدثني سحنون بن سعيد أنه رأى عبد الرحمن بن القاسم في النوم، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: وجدت عنده ما أحب. قال له: فأي أعمالك وجدت أفضل؟ قال: تلاوة القرآن. قال: قلت له: فالمسائل؟
فكان يشير بأصبعه يلشيها (3). قال: فكنت أسأله عن ابن وهب، فيقول لي: هو في عليين.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسف بن أحمد، قالا: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أخبرنا أبو القاسم سعيد بن أحمد، أخبرنا علي بن البسري، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، حدثنا يحيى بن

(1) هي عشرون جزءا للقاضي أبي الحسين علي بن الحسن المصري الشافعي المعروف بالخلعي، لأنه كان يبيع الخلع لأولاد الملوك. الموصلي الدار المتوفى بمصر سنة 492، " العبر " 3 / 334.
(2) نسبة إلى أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي الأصبهاني الحافظ المتوفى سنة 489، وهي في عشرة أجزاء.
(3) أي: كأنها لا شئ، فقد تلاشت وذهبت.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»