سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٦٥
ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله (1). أما سمعت في الحديث (2): " ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم ". ثم إن وكيعا بعدها تجاسر وحج، وأدركه الاجل بفيد (3).
قال أبو حاتم الرازي: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع بحديث في الكرسي (4) قال: فاقشعر رجل عند وكيع، فغضب، وقال: أدركنا الأعمش والثوري يحدثون بهذه الأحاديث، ولا ينكرونها.
قال يحيى بن يحيى التميمي: سمعت وكيعا يقول: من شك أن القرآن كلام الله - يعني غير مخلوق - فهو كافر.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: سمعت وكيعا يقول: نسلم هذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول: كيف كذا؟ ولا لم كذا؟ يعني مثل حديث: " يحمل السماوات على إصبع " (5)

(1) أخرجه عنه البخاري 1 / 199 في العلم: باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا.
(2) أي: في الأثر. فإنه ليس من حديث النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من قول ابن مسعود رضي الله عنه، أخرجه مسلم في " صحيحه " 1 / 11 في المقدمة.
(3) فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة.
(4) أخرجه وكيع في " تفسيره " فيما قاله ابن كثير 1 / 309 من طريق سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره. وقد رواه الحاكم في " المستدرك " 2 / 282، من طريق سفيان بهذا الاسناد، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(5) أخرج البخاري 8 / 423 في تفسير سورة الزمر، و 13 / 335، 336، في التوحيد:
باب قوله تعالى (لما خلقت بيدي) و 369: باب قول الله تعالى (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) و 397: باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء، ومسلم (2786) في صفة القيامة، والترمذي رقم (3239) من حديث ابن مسعود قال: جاء حبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد إن الله تعالى يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: (وما قدروا الله حق قدره) [الزمر: 67] وقد توسع الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث في " الفتح " 13 / 336، 337، فارجع إليه.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»