سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٣٥
أخذ عنه: الشافعي فأكثر جدا، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وأحمد بن حفص فقيه بخارى، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعلي ابن مسلم الطوسي، وآخرون.
وقد سقت أخباره في جزء مفرد (1).
قال ابن سعد: أصله جزري، سكن أبوه الشام، ثم ولد له محمد سنة اثنتين وثلاثين ومئة، غلب عليه الرأي، وسكن بغداد.
قلت: ولي القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان مع تبحره في الفقه يضرب بذكائه المثل.
كان الشافعي يقول: كتبت عنه وقر يختي (2)، وما ناظرت سمينا أذكى منه، ولو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن، لقلت لفصاحته.
وقال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه سبع مئة حديث (3).

(1) وقد طبع مع ترجمة أبي حنيفة وأبي يوسف بتحقيق المرحوم العلامة الشيخ زاهد الكوثري.
(2) البختي:: واحد البخت، وهي الإبل، وفي " لسان الميزان " 5 / 121: حملت عن محمد وقر بعير كتبا.
(3) وروى عنه " الموطأ "، وروايته تعد من أجود الروايات إن لم تكن أجودهما مطلقا، لأنه سمعه من لفظه بترو في مدة ثلاث سنوات، ولأنه يذكر بعد أحاديث الأبواب ما إذا كانت تلك الأحاديث مما أخذ به فقهاء العراق، أو خالفوه مع سرد الأحاديث، وفيه تتجلى شخصية محمد بن الحسن المستقلة في الاجتهادات الكثيرة التي خالف فيها مالكا وأبا حنيفة وأصحابه وهو مطبوع بالهند أكثر من مرة بشرح العلامة اللكنوي المسمى بالتعليق الممجد، وطبع بدون شرح بمصر سنة 1382 ه‍ بتحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»