سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١٣٣
ومن النقلة عنه: يحيى الفراء، وأبو عبيد، وخلف البزار.
وله عدة تصانيف منها: معاني القرآن، وكتاب في القراءات.
وكتاب النوادر الكبير، ومختصر في النحو، وغير ذلك.
وقيل: كان أيام تلاوته على حمزة يلتف في كساء، فقالوا:
الكسائي.
ابن مسروق: حدثنا سلمة، عن عاصم، قال الكسائي: صليت بالرشيد، فأخطأت في آية ما أخطأ فيها صبي، قلت: " لعلهم يرجعين "، فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول: أخطأت، لكن قال: أي لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين، قد يعثر الجواد. قال: أما هذا، فنعم (1).
وعن سلمة، عن الفراء: سمعت الكسائي يقول: ربما سبقني لساني باللحن.
وعن خلف بن هشام: أن الكسائي قرأ على المنبر: (أنا أكثر منك مالا) بالنصب، فسألوه عن العلة، فثرت في وجوههم، فمحوه فقال لي: يا خلف، من يسلم من اللحن؟.
وعن الفراء قال: إنما تعلم الكسائي النحو علي كبر (2)، ولزم

(١) الخبر في " تاريخ بغداد " ١١ / ٤٠٧، ٤٠٨، و " غاية النهاية " 1 / 538، و " إنباه الرواة " 2 / 263، ونصه بتمامه: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي، فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط، أردت أن أقول (لعلهم يرجعون) فقلت " لعلهم يرجعين " قال:
فوالله ما اجترأ هارون أن يقول لي: أخطأت، ولكنه لما سلمت، قال لي: يا كسائي أي لغة هذه؟ قلت يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، فقال: أما هذا، فنعم.
(2) وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيى، فجلس إلى قوم فيهم فضل، وكان يجالسهم كثيرا، فقال: قد عييت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن، فقال: كيف لحنت؟
فقالوا: إن كنت أردت من التعب: فقل: " أعييت "، وإن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الامر، فقل: " عييت " مخففة، فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره، فسأل عمن يعلم النحو، فأرشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه حتى أنفذ ما عنده " نزهة الألباء ": 68، و " إنباه الرواة " 2 / 257، 258.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»