سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ١١٠
يقال: ابن علية يعد الحروف.
قال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه شمائل إسماعيل ابن علية إلا بشمائل يونس حتى دخل فيما دخل فيه.
قلت: يريد ولايته الصدقة. وكان موصوفا بالدين والورع والتأله، منظورا إليه في الفضل والعلم، وبدت منه هفوات خفيفة، لم تغير رتبته إن شاء الله.
وقد بعث إليه ابن المبارك بأبيات حسنة يعنفه فيها، وهي:
يا جاعل العلم له بازيا * يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما * كنت دواء للمجانين أين رواياتك فيما مضى * عن ابن عون وابن سيرين ودرسك العلم بآثاره * في ترك (1) أبواب السلاطين تقول: أكرهت، فماذا كذا * زل حمار العلم في الطين (2) لا تبع الدين بالدنيا كما * يفعل ضلال الرهابين وروى الخطيب في " تاريخه " أن الحديث الذي أخذ على إسماعيل شئ يتعلق بالكلام في القرآن.

(1) في الأصل: وترك.
(2) رواية الشطر الأول من البيت في " تاريخ بغداد " 6 / 236.
إن كنت أكرهت فماذا كذا وفي وراية أخرى له:
إن قلت أكرهت فذا باطل وهي رواية المؤلف في " الميزان ".
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»