سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٣٠٢
حديث صالح الاسناد، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة، أخرجه الترمذي (1) عن الصواف، فوافقناه بعلو.
قال أبو عمر الجرمي: ما رأيت فقيها أفصح من عبد الوارث إلا حماد ابن سلمة.
وقال محمود بن غيلان: قيل لأبي داود الطيالسي: لم لا تحدث عن عبد الوارث؟ فقال: أأحدثك عن رجل كان يزعم أن يوما من عمرو بن عبيد أكبر من عمر أيوب السختياني، ويونس، وابن عون؟!
قال يعقوب الفسوي: حدثنا الحسن بن الربيع قال: كنا نسمع من عبد الوارث، فإذا أقيمت الصلاة ذهبنا، فلم نصل خلفه.
قال: وقيل لعبد الله بن المبارك: كيف رويت عن عبد الوارث، وتركت عمرو بن عبيد؟ قال: إن عمرا كان داعيا (2)، وقال علي: سمعت يحيى القطان، وذكر له أن عبد الوارث قال: سألت شعبة عن الخروج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن (3)، فأمرني به، فأنكر ذلك يحيى، وقال:

(١) رقم (٢٣٧٥) في الزهد، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أتم من هذا وأطول. قلت: حديث أبي هريرة أخرجه البخاري ٦ / ٦١ في الجهاد: باب الحراسة من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة " وقوله: " وإذا شيك فلا انتقش " أي: إذا أصابته شوكة فلا وجد من يخرجها منه بالمنقاش، تقول: نقشت الشوك: إذا استخرجته.
(2) أي: كان يدعو إلى بدعة الاعتزال، وقد رد غير واحد من الأئمة رواية المبتدع الصدوق المتقن الداعي إلى بدعته، ورجع النووي هذا القول، وقال: هو الاظهر الأعدل، وقول الكثير أو الأكثر، وقيد الحافظ أبو إسحاق الجوزجاني هذا القبول بقبول روايته إذا لم يرو ما يقوي بدعته.
(3) هو إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب أحد الامراء الاشراف الشجعان، خرج بالبصرة على المنصور، وكانت بينه وبين جيوش المنصور وقائع هائلة، انتهت بمقتله سنة 145 ه‍. " دول الاسلام " 12 / 98، 100 للمؤلف.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»