سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١١٧
فأخبرته، فاتبعه، وقضى به.
وأخبرناه عاليا بدرجات: أحمد بن هبة الله، عن المؤيد بن محمد، أخبرنا هبة الله بن سهل، أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب، حدثنا مالك بنحوه.
وبإسنادي إلى ابن مخلد، حدثنا زكريا بن يحيى الناقد، حدثنا خالد ابن خداش، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الله بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن متعة النساء يوم خيبر.
ثم قال حماد: وحدثنا به مالك، ومعمر بهذا الاسناد.
وأخبرناه عاليا سنقر الزيني بحلب، أخبرنا الموفق عبد اللطيف، وأنجب الحمامي، وعبد اللطيف القبيطي، ومحمد بن السباك، وغيرهم قالوا: أخبرنا محمد بن عبدا لباقي، أخبرنا مالك البانياسي، أخبرنا أحمد ابن محمد بن الصلت، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، أخبرنا أبو مصعب الزهري، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الله والحسن، ابني محمد ابن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الانسية (1).

(١) أخرجه مالك ٢ / ٥٤٢ في النكاح: باب نكاح المتعة، والبخاري ٧ / ٣٦٩ في المغازي: باب غزوة خيبر و ٩ / ١٤٣، ١٤٤، في النكاح: باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة أخيرا، ومسلم (١٤٠٧) في النكاح: باب نكاح المتعة. ويرى ابن القيم في " زاد المعاد " ٣ / ٣٤٤ أن المتعة لم تحرم يوم خيبر، إنما كان تحريمها عام الفتح بحديث سبرة الذي أخرجه مسلم في " صحيحه " (١٤٠٦) (١٢) مرفوعا: " يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن اله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة ". وقال في حديث علي هذا: إن لفظة " يوم خيبر " ظرف لتحريم الحمر لا للمتعة، كما جاء ذلك في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، وحرم متعة النساء. وفي لفظ: حرم متعة النساء، وحرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، فظن بعض الرواة أن يوم خيبر زمن للتحريمين فقيدهما به، ثم جاء بعضهم، فاقتصر على أحد المحرمين، وهو تحريم الحمر، وقيده بالظرف، فمن ها هنا نشأ الوهم، وقصة خيبر لم يكن فيها الصحابة يتمتعون باليهوديات، ولا استأذنوا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نقله أحد قط في هذه الغزوة، ولا كان للمتعة فيها ذكر البتة لا فعلا ولا تحريما، بخلاف غزاة الفتح، فإن قصة المتعة فيها فعلا وتحريما مشهورة.
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»