سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٤٦٠
قال أبو بكر الخطيب: قد روى عنه: إبراهيم بن أبي عبلة، والثوري، وخلق، آخرهم وفاة: الهيثم بن سهل التستري.
قال محمد بن مصفى: حدثنا بقية بن الوليد، قال: ما رأيت بالعراق مثل حماد بن زيد. وقال خلف بن هشام البزار: المدلس متشبع بما لم يعط.
قلت: هو داخل في قوله تعالى: * (ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) * [آل عمران: 188]. قلت: والمدلس فيه شئ من الغش، وفيه عدم نصح للأمة، لا سيما إذا دلس الخبر الواهي، يوهم أنه صحيح، فهذا لا يحل بوجه، بخلاف باقي أقسام التدليس، وما أحسن قول عبد الوارث بن سعيد:
التدليس (1) ذل.
جماعة سمعوا سليمان بن حرب: سمعت حماد بن زيد يقول في قوله:
* (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * [الحجرات: 2]. قال: أرى رفع الصوت عليه بعد موته، كرفع الصوت عليه في حياته، إذا قرئ حديثه، وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن يعمر (2).
وروى سليمان بن أيوب صاحب البصري، وهو صادق: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ما رأيت أحدا أعلم من حماد بن زيد، لا سفيان ولا مالك.
وقال محمد بن عيسى بن الطباع: ما رأيت أعقل من حماد بن زيد.
قال محمد بن وزير الواسطي: سمعت يزيد بن هارون يقول: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن؟ قال: بلى، الله تعالى يقول: * (فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة...) * الآية (3).

(١) تقدم الحديث عن التدليس في الصفحة: ٢٠٨، حا ١.
(٢) كذا الأصل ولم تتبين لنا.
(٣): ١٢٢، التوبة، وتتمتها: * (ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) * وقد أخرجه الخطيب البغدادي في " الرحلة في طلب الحديث ": ص 87، وتمامه:
" فهذا في كل من رحل في طلب العلم والفقه، ورجع به إلى من وراءه فعلمه إياه ".
(٤٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 ... » »»