سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٢١١
النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كل مولود يولد على الفطرة... " (1) الحديث.
قال يحيى القطان: كان شعبة من أرق الناس، يعطي السائل ما أمكنه.
وقال أبو قطن: كانت ثياب شعبة كالتراب، وكان كثير الصلاة، سخيا.
وعن عبد العزيز بن أبي رواد، قال: كان شعبة إذا حك جسمه، انتثر منه التراب، وكان سخيا، كثير الصلاة.
قال أبو داود الطيالسي: كنا عند شعبة، فجاء سليمان بن المغيرة يبكي، وقال: مات حماري، وذهبت مني الجمعة، وذهبت حوائجي. قال: بكم أخذته؟ قال: بثلاثة دنانير. قال شعبة: فعندي ثلاثة دنانير، والله ما أملك غيرها. ثم دفعها إليه (2).
قال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة.
وبإسنادي الماضي إلى البغوي: حدثنا علي بن الجعد قال: قدم شعبة بغداد مرتين: أيام المنصور، وأيام المهدي، كتبت عنه فيهما جميعا.
وقال أبو العباس السراج: حدثنا محمد بن عمرو، سمعت أصحابنا يقولون: وهب المهدي لشعبة ثلاثين ألف درهم، فقسمها، وأقطعه ألف

(1) أخرجه البخاري: 3 / 196 - 199، في الجنائز: باب ما قيل في أولاد المشركين، من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج هل ترى فيها جدعاء؟ ".
وأخرجه مسلم: (2658)، في القدر، وفيه: ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: * (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله...) * [الروم: 30].
والمراد من الفطرة هنا: هو الاسلام. قال ابن عبد البر: وهو المعروف عند عامة السلف.
(2) سيكرر المؤلف هذا الخبر في ترجمة سليمان بن المغيرة، في الصفحة: 419.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»