سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٨
حدثني عباس بن محمد، حدثني قراد أبو نوح قال: رأى علي شعبة قميصا، فقال: بكم اشتريت هذا؟ فقلت: بثمانية دراهم. فقال لي: ويحك أما تتقي الله؟! ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم، وتصدقت بأربعة كان خيرا لك؟ قلت: يا أبا بسطام، إنا مع قوم نتجمل لهم. قال: أيش نتجمل لهم!؟
حدثنا علي بن سهل النسائي، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، قال:
قال أيوب: الآن يقدم عليكم رجل من أهل واسط، يقال له: شعبة، هو فارس في الحديث، فإذا قدم فخذوا عنه. قال حماد: فلما قدم أخذنا عنه.
حدثني عبد الله بن سعيد الكندي، حدثنا وليد بن حماد: سمعت عبد الله بن إدريس، قال: ما جعلت بينك وبين الرجال مثل سفيان وشعبة.
حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، عن أبي أسامة، قال: وافقنا من شعبة طيب نفس، فقلنا له: حدثنا، ولا تحدثنا إلا عن ثقة، فقال: قوموا.
حدثنا عبد الله بن عمر القواريري: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال لي شعبة: كل من كتبت عنه حديثا، فأنا له عبد.
حدثنا ابن زنجويه، حدثنا يعقوب الحضرمي، قال: قال سفيان: شعبة أمير المؤمنين في الحديث. وروى عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، نحوه.
حدثنا ابن شبويه، حدثنا عبدان بن عثمان، عن أبيه، قال: قومنا حمار شعبة، وسرجه ولجامه، بضعة عشر درهما.
حدثنا أبو بكر الأعين، حدثنا قراد: أنه سمع شبعة يقول: كل شئ ليس في الحديث " سمعت " فهو خل وبقل (1).

(1) أي لا قيمة له، ولا يساوي شيئا. وشعبة كان أشد الناس إنكارا للتدليس. يروى عنه أنه قال: لان أزني أحب إلي من أن أدلس. قال ابن الصلاح: وهذا محمول على المبالغة والزجر.
والتدليس: هو أن يروي المحدث عمن لقيه ما لم يسمعه منه، أو عمن عاصره ولم يلقه، موهما أنه سمع منه، كأن يقول: عن فلان، أو: قال فلان، أو نحو ذلك، فأما إذا صرح بالسماع أو التحديث، ولم يكن قد سمعه من شيخه، ولم يقرأه عليه، فلا يعد ذلك مدلسا، بل هو كاذب فاسق، يرد حديثه، ولا يقبل مطلقا.
ونوع آخر من التدليس: هو أن يأتي باسم الشيخ أو كنيته على خلاف المشهور به تعمية لامره، وتوعيرا للوقوف على حاله.
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»