سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ١٤٦
الدارقزي (1)، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، أنبأنا أبو محمد بن هزار مرد (2) الخطيب، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، سمعت أبا هريرة يحدث أبا قتادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا تسأل عن هلكة العرب. ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعدها أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه " (3).
وبه، أنبأنا ابن أبي ذئب، عن شعبة، هو مولى ابن عباس، قال: دخل المسور بن مخرمة على ابن عباس، وعليه ثوب إستبرق، فقال: ما هذا يا أبا العباس؟ قال: وما هو؟ قال: هذا الاستبرق. قال: ما علمت به، ولا أظن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه حين نهى إلا للتجبر والتكبر، ولسنا، بحمد الله، كذلك. قال: فما هذه الطيور في الكانون (4)؟ يعني تصاوير - قال: ألا ترى كيف أحرقناها بالنار. فلما خرج المسور، قال: انزعوا هذا الثوب عني، واقطعوا رأس هذه التماثيل والطيور.

(1) نسبة إلى دار القز: محلة كبيرة ببغداد، في طرف الصحراء، وهو المعرف باب طبرزد، ترجمه المؤلف في " العبر ": 5 / 24، فقال: مسند العصر، أبو حفص، موفق الدين عمر بن محمد ابن معمر الدارقزي، المؤدب، ولد سنة: (516 ه‍)، وسمع من ابن الحصين، وأبي غالب ابن البناء، وطبقتهما، فأكثر. وحفظ أصوله إلى وقت الحاجة، وروى الكثير، ثم قدم دمشق في آخر أيامه، فازدحموا عليه، وقد أملى مجالس بجامع المنصور، وعاش تسعين سنة وسبعة أشهر، وكان ظريفا، كثير المزاح، توفي ببغداد سنة: (607 ه‍).
(2) هو عبد الله بن محمد الصريفيني، سيترجمه المؤلف فيما بعد، ومعنى: هزار مرد:
ألف رجل بالفارسية. انظر " الأنساب ": 8 / 59، و " التاج ": هزر.
(3) إسناده صحيح. وأخرجه أحمد: 2 / 291، من طريق يزيد، و 2 / 312، من طريق زيد ابن الحباب، و 2 / 328، من طريق أبي النضر وإسحاق بن سليمان، و 2 / 351، من طريق حسن ابن محمد، كلهم عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة.
(4) الكانون: الموقد.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»