إلى نيسابور، واستولى أبو مسلم على أسبابه وأهله، ثم جهز أبو مسلم جيشا إلى سرخس، فقاتلهم شيبان فقتل، وقتلت أبطاله. ثم التقى جيش أبي مسلم وجيش نصر - وسعادة أبي مسلم في إقبال - فانهزم أصحاب نصر وتأخر هو إلى قومس، ثم ظفر أبو مسلم بسلم بن أحوز الأمير، فقتله واستولى على مدائن خراسان في أواخر سنة ثلاثين، وظفر بعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الهاشمي فقتله.
ثم جهز أبو مسلم قحطبة بن شبيب، فالتقى هو ونباتة بن حنظلة الكلابي على جرجان. فقتل الكلابي، وتمزق جيشه. وتقهقر نصر بن سيار إلى وراء.
وكتب إلى متولي العراق، يزيد بن عمر بن هبيرة، والي الخليفة مروان يستصرخ به، ولات حين مناص. وكثرت البثوق (1) على مروان، من خوارج المغرب، ومن القائمين باليمن، وبمكة، وبالجزيرة، وولت دولته. فجهز ابن هبيرة جيشا عظيما، فنزل بعضهم همدان، وبعضهم بماه، فالتقاهم قحطبة ابن شبيب بنواحي أصبهان، في رجب سنة إحدى وثلاثين. فانكسر جيش ابن هبيرة. ثم نازل قحطبة نهاوند يحاصرها وتقهقر نصر بن سيار إلى الري.
ذكر ابن جرير أن جيش ابن هبيرة كانوا مئة ألف، عليهم عامر بن ضبارة.
وكان قحطبة في عشرين ألفا. فنصب قحطبة رمحا، عليه مصحف، ونادوا: يا أهل الشام، ندعوكم إلى ما في هذا المصحف فشتموهم، فحمل قحطبه، فلم يطل القتال حتى انهزم جند مروان، ومات نصر بن سيار بالري، وقيل بساوة وأمر أولاده أن يلحقوا بالشام، وكان ينشد لما أبطأ عنه المدد: