سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٥٠
فقال: إني قد جربت هذا الأصبهاني، وعرفت ظاهره وباطنه، فوجدته حجر الأرض. ثم قلده الامر، وندبه إلى المضي إلى خراسان. فكان من أمره ما كان.
قال المأمون: أجل ملوك الأرض ثلاثة، الذين قاموا بنقل الدول، وهم:
الإسكندر، وأزدشير، وأبو مسلم.
قال أبو القاسم بن عساكر: ذكر أبو الحسن محمد بن أحمد بن القواس في " تاريخه ": قدم أبو مسلم هو وحفص بن سلمة الخلال على إبراهيم بن محمد الامام، فأمرهما بالمصير إلى خراسان. وكان إبراهيم بالحميمة (1) من أرض البلقاء، إذ ذاك سمع أبو مسلم من عكرمة.
هكذا قال الحافظ أبو القاسم. وهذا غلط. لم يدركه.
قال: وسمع ثابتا البناني، وأبا الزبير المكي، ومحمد بن علي الامام.
وابنه، وإسماعيل السدي وعبد الرحمن بن حرملة.
روى عنه إبراهيم بن ميمون الصائغ، وابن شبرمة الفقيه، وعبد الله بن منيب، وعبد الله بن المبارك وغيرهم.
قلت: ولا أدرك ابن المبارك الرواية عنه، بل رآه.
قال أبو أحمد علي بن محمد بن حبيب المروزي: حدثنا أبو يوسف محمد ابن عبدك، حدثنا مصعب بن بشر، سمعت أبي يقول: قام رجل إلى أبي مسلم وهو يخطب، فقال: ما هذا السواد عليك؟ فقال: حدثني أبو الزبير، عن جابر ابن عبد الله، " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح، وعليه عمامة سوداء " وهذه

(1) الحميمة: تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان، في أطراف الشام. كان منزل بني العباس.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»