سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٤١٤
ابن معين: أثبت الناس في قتادة: سعيد، وهشام الدستوائي، وشعبة.
قال أبو عوانة: لم يكن عندنا في ذلك الزمان أحد أحفظ من سعيد بن أبي عروبة. وقال حفص بن عبد الرحمن النيسابوري: قال لي سعيد بن أبي عروبة: إذا رويت عني، فقل: حدثنا سعيد الأعرج، عن قتادة الأعمى، عن الحسن الأحدب. قلت: لم نسمع بأن الحسن البصري كان أحدب إلا في هذه الحكاية.
قال أحمد بن حنبل: كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمان.
قلت: لعلهما تابا ورجعا عنه كما تاب شيخهما.
أخبرنا جماعة منهم: شيخ الاسلام شمس الدين بن أبي عمر إجازة، أن عمر بن محمد أخبرهم قال: أنبأنا هبة الله بن محمد الشيباني أنبأنا محمد بن محمد، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي، حدثنا يزيد، حدثنا ابن أبي عروبة، عن عبد الله الداناج، عن حصين بن المنذر قال: صلى الوليد بن عقبة أربعا وهو سكران، ثم انفتل فقال: أزيدكم؟ فرفع ذلك إلى عثمان، فقال له علي: اضربه الحد، فأمر بضربه. فقال علي للحسن: قم فاضربه. قال: فما أنت وذاك؟ قال: إنك ضعفت، ووهنت وعجزت. قم يا عبد الله بن جعفر، فقام عبد الله بن جعفر فجعل يضربه، وعلي يعد حتى إذا بلغ أربعين، قال: كف أو اكفف. ثم قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعين، وضرب أبو بكر أربعين، وضرب عمر صدرا من خلافته أربعين، وثمانين، وكل سنة (1). هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم وأبو داود والقزويني.

(1) أخرجه مسلم (1707) في الحدود، باب: حد الخمر، وأبو داود (4480) في الحدود، باب: الحد في الخمر، والدارمي 2 / 175 في الحدود، باب: في حد الخمر، وابن ماجة (2571).
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 » »»